الثلاثاء، 7 يونيو 2022

هدايا الحفلات والزيارات

الدخول إلى أي اجتماع عائلي أو اجتماع أصدقاء بيد فارغة غير مستحسن وهذا ليس مجال نقاش، ولكن ماذا يفضل أن يحضر الزائر معه؟ البعض يحضر مالح والبعض يحضر حلو والبعض يحضر حافظة شغل البيت والبعض يطلب من مندوب التوصيل ، وكل ذلك ليس عندي مشكلة معه، ولكن الأكل الكثير يسبب السمنة وفقدان الشهية حين يصل العشاء أو الغداء مثلا. ماذا لو أحضر أحدهم باقة ورد مثلا؟ ما المشكلة في ذلك؟ ماذا لو أحضر هدية لصاحب أو صاحبة البيت؟ شيء لا يؤكل ولا يشرب ولكن يبقى أمام الأنظار للذكرى فترة طويلة بينما الأكل يؤكل ويتم نسيانه.

ظروف المرأة العاملة

صحيح أن المرأة عملت ونجحت في العمل، ولا مجال للتراجع عن الوضع الحالي، ولكن يجب التفكير في حلول مبتكرة لتسهيل عملها وخصوصا ما يتعلق بموضوع المواصلات. ورغم وجود برنامج وصول وفاعليته إلا أنه لا يستمر مع المرأة العاملة مدى فترة عملها، ولذلك أعتقد أن أرباب العمل يجب أن يقفوا وقفة مشرفة تجاه بنات بلدهم وذلك بتوفير وسائل نقل مشتركة للموظفات من بيوتهن إلى أعمالهن وبالعكس كما هو الحال مع الموظفين والموظفات غير السعوديين. صحيح أن أماكن سكن الموظفات ستكون متباعدة ولكن يجب البدء بالتفكير وتقديم الحلول لهذه المواضيع منذ الآن مثل تقديم شقق سكنية للموظفات في مجمع واحد قريب من مقر العمل وخصم قيمة الإيجار من الراتب مثلا أو إيجاد سكن مشترك للموظفات القادمات من مدن أخرى، وغير ذلك من الحلول . **

الثلاثاء، 29 مارس 2022

هل انتهى زمن التدوين؟ هل انتهى زمن القراءة والكتابة؟ الجميع يحب أن يشاهد الفيديو ويرتاح من عناء القراءة، ولكن هل يعوض الفيديو بالصوت والصورة عن متعة القراءة وسرعة القراءة؟ أسئلة كثيرة تدور في ذهني حين قررت استئناف الكتابة في مدونتي القديمة على جوجل، ولكن حتى لو كانت الإجابات بالإثبات فإنني سوف أستأنف التدوين على الرغم من ذلك.

الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

بئر القرية

البئر الكبيرة في القرية كانت هي أهم ما يملكه سليمان، بالإضافة إلى بعض الأراضي والعقارات والدكاكين المؤجرة التي اشتراها من مبيعات الماء اليومية..
هذه البئر ورثتها الأسرة عن جده الرابع الذي كان رجلا شجاعا وعظيما بكل معنى الكلمة، ولا يزال كل فرد من أفراد الأسرة يعلق صورته في المنزل ويضحي عنه ويدعو له..
**
لم يكن أبو العبد رجلا عاديا، ولكنه كان تاجرا من الدرجة الأولى استطاع أن يجمع ثروة من العمل اليدوي كعتال في سوق القرية، ثم حين كبرت سنه وصار يعجز عن حمل الأمتعة كان يمتلك موقعا في السوق يعمل فيه العتالون تحت إدارته، ويحاسب الماس عن قيمة التحميل مقدما عند أبو العبد قبل أن يحملوا أمتعتهم..
ونظرا لحاجة المتسوقين والمسافرين المارين عبر القرية إلى الماء فقد أخذ يبيع الماء الذي كان يحصل عليه من البئر مجانا على الناس بعد تبريده وخلطه بماء الورد أو المنكهات الأخرى، ولم يفطن أحد إلى أنه يبيع شيئا مجانيا بالمال لأنه كان يقدم لهم خدمة جليلة بتبريد الماء وتقديمه لهم بنقود قليلة سوى عمدة القرية الذي كان آية في الجشع والطمع..
**
استدعاه عمدة القرية محمود الدركي الذي ترقى من دركي بسيط إلى رئيس الدرك، وحين عجز من مطاردة اللصوص بسبب ثقل وزنه تحول بقوة الدرك إلى عمدة، ولم يستطع أحد من رجال القرية أن يقف في وجهه ويمنعه من عمودية القرية أو حتى أن يرشح نفسه معه بسبب قوة الدرك الضاربة التي كان يديرها..وحتى لو رفع للسلطات فإن المعاملة تتأخر وقد تضيع بين أروقة الإدارات الحكومية البعيدة عن القرية والمشغولة أساسا بإدارة مدن كبيرة لها عوائد تدرها على الخزينة شهريا أضعاف متا تدره هذه القرية النائمة على سفح واد في سنة كاملة..
دخل أبو العبد على العمدة وهو يعلم أنه لم يستدعه لخير، وحين استقبله هاشا باشا تأكد له ظنونه لمعرفته الشديدة به منذ سنوات طويلة حين كان مجرد دركي بسيط بينما كان هو رجل أعمال ناجحا..
رحب به وأجلسه عن يمينه وأخذ يسأله عن الأحوال والتجارة ثم قال له:
- أنت تعرف يا أبو العبد بيك أن الماء حق مشاع للناس، وأنت تبيعه لهم بالمال، والناس بدأت تشتكي علينا، وتقول لنا أننا نبيع الماء الذي ينزل من السماء عليهم.
- صحيح أنا يا سيدي أبيع الماء، ولكن بعد تنظيفه وتبريده وخلطه بالورد وماء اللقاح، ولم أمنع أحدا من أن يسقي من البئر، بل أرحت النساء من حمل الماء وإضاعة نصفه في الشوارع سيرا على الأقدام، وقدم خدمة جليلة للقرية صغارا وكبارا بتوفير الماء بواسطة عتالين أقوياء وسقائين نظيفين.
- أعرف ذلك يا بيك، ولكن لو كانت المسألة على أهل القرية لأسكتهم جميعا..
- ما المسالة إذن؟
- المسالة أن السلطات العليا وصلها الخبر عن طريق المخبرين وأرسلت لي تطالب بقيمة البئر المستثمرة تجاريا أو إيجار شهري لها بالقيمة التي نتفق عليها، وأنا الآن محرج منك والله يا بيك..
- لا عليك يا بيك محمود، ولكن أنا أفضل شراء البئر ودفع ثمنها نقدا..
- بارك الله فيك، وسنتفق على القيمة غدا في السوق أمام الناس، وستكون البئر ملكك منذ الغد.

**

في ضحى الغد، وحين اجتمع الناس في السوق مر العمدة ورجال الدرك، وتجولوا كالمعتاد في السوق ثم توقفوا للحديث مع أبو العبد أمام الملأ، وتم الاتفاق على أن يدفع مبلغ ثلاثة آلاف فرنك، وكان المبلغ كبيرا بمقاييس تلك الأيام، وبعد أن دفعها حصل على صك ملكية البئر مدى الحياة، وأعلن الخبر على الجميع وتناقله الناس في كل القرية..
استفاد العمدة من المبلغ في شراء بستان كبير ليمارس هوايته المحببة تربية الخيول وترويضها في البستان بعيدا عن أعين الفضوليين، وليزرع في البستان من أنواع الفواكه والخضراوات ما يكفيه وأسرته، ومن الأعلاف ما يكفي حيواناته المتنوعة.
**

وقع أبو العبد في حيرة من أمره جعلته يعقد اجتماعا طارئا للعتالين والسقائين لمناقشة الموضوع..
اجتمع الجميع فقال لهم: الآن البئر صارت ملكنا ولله الحمد والمنة، والعمدة ورجالة الآن في صفنا، وأنا وأنتم مثل الأسرة الواحدة وأريد أن آخذ رأيكم في رفع سعر الماء وقيمة التحميل..فماذا تقولون؟
- قال أحدهم: الماء بهذا السعر مناسب للجميع.
قال أبو العبد: ولكن قيمة البئر يجب أن تسدد الآن، ونحن كنا نبيع الماء الذي نحصل عليه مجانا أما الآن فالماء اشتريناه بنقودنا.
قال آخر: لو رفعت قيمة الماء فلن يشتري منك أحد وسيذهب الجميع إلى آبار أخرى، وربما خسرنا نحن..
أبو العبد: ما رأيكم أن نشتري الآبار المتبقية في القرية؟
قال عتال: ولماذا يا بيك لا نسقي منها مجانا كما كنا نفعل؟
أجابه: لأن العمدة ورجاله لن يسمحوا لنا بذلك، العمدة هو صاحب فكرة بيع البئر والحكومة لا تعلم شيئا عن هذه القرية، ولم تتدخل في شيء في هذه القرية منذ سنين طويلة، وأما النقود فقد اشترى بها العمدة بستانا في طرف الوادي.
عتال: وما الحل سيدي؟
أبو العبد: الحل أن نشتري الآبار جميعا من مبيعات الماء لهذا البئر.
عتال: وماذا لو سبقنا أحد واشترى بئرا؟
أبو العبد: لا أعتقد أن أحدا سيشتري أي بئر، وحتى لو نافسنا أحد فسنخفض قيمة الماء ونرغمه على بيع بئره لنا.
انفض الاجتماع المطول عن الاتفاق على رفع قيمة الماء على الجميع عدا العمدة ورجال الدرك الذين كان يقدم لهم الماء بأسعار رمزية لا تساوي قيمة التوصيل.
**

مضت الأيام وتضاعفت أرباح أبو العبد رغم تذمر كثير من رجالات القرية، واشترى جميع الآبار الموجودة بدفع قيمتها للعمدة الذي كان يحتفظ بالمبالغ لنفسه دون علم الحكومة..وتوطدت الصداقة بينهما رغم كره أبو العبد لطمع العمدة إلا أنه كان مضطرا إلى هذه الصداقة التي استغلها في شراء عدد كبير من أراضي القرية أقام على بعضها مزيدا من الدكاكين والمنازل، فتضاعفت أرباحه وتضاعفت قيمة الأراضي الفضاء التي يملكها، وحفر في بعضها مزيدا من الآبار، وصار يبيع الماء على القرى المجاورة مستعينا بأسطول من البغال القوية التي تجر العربات..
ساهم أبو العبد في شق طريق القرية وتعبيدها، وشق الطرق المؤدية إلى القرى التي كان يوصل إليها الماء حتى تصل عرباته في يسر وسهولة، ونمت الأشجار على جنبات الطرق بفضل المياه المنسكبة من العربات والعتالين، فبدت القرية في أبهى حلة ولفتت أنظار القرى المجاورة التي توافد بعض من شبابها للعمل تحت إدارة أبو العبد أو الاستثمار في القرية التي بدت تستقطب رؤوس الأموال من تجار القرى القريبة..

**
لم يكتف العمدة بطلب المال من أبو العبد بل تقدم إليه في يوم من الأيام مع كبار رجال القرية يطلب أخته للزواج على سنة الله ورسوله، وحينها ورغبة في كسبه إلى صفه وافق أبو العبد على تزويجه بعد موافقة أخته التي لم يكن أحد من شباب القرية يأمل في الزواج منها نظرا لمركز أخيها المالي ووجاهته..
بعد أيام أرسل أبو العبد إلى العمدة من يخبره بموافقتهم على الزواج، ويتفق معه على الموعد المناسب..
**
لم تمض سنة على زواج العمدة حتى رزق بابن جميل شديد الشبه بخاله أبو العبد، سموه سليمان، ورغم توطد علاقة المصاهرة بينهما فإن العمدة لم يتنازل عن مطالباته المالية المستمرة خاصة بعد أن تضاعف إنفاقه على أسرتين ومنزلين بدلا من منزل واحد وأسرة واحدة.
**
مرت السنون، والعمدة يطالب بالمزيد من الإتاوات من أبو العبد الذي قرر أن ينتقم من العمدة على طريقته الخاصة..
غادر أبو العبد القرية لعدة أيام ثم عاد ومعه مجموعة من الخيول أهداها إلى العمدة عربون صداقة، فأثار إعجاب العمدة حصان أبيض جموح فعزم على ترويضه بنفسه..
مرت الأيام والعمدة يفرغ نفسه يوميا لترويض الحصان وبعد أن أحس من استجابة أخذ يمتطيه داخل حدود بستانه الفسيح..
كان الحصان ضخم الجثة جموحا، ولجموحه فقد باعه مالكه الأول بثمن بخس، واشتراه أبو العبد ليهديه للعمدة لعله يتسبب له بأذى فيكفيه شره، ولكن يبدو أن العمدة سيخيب آماله..
**
في مساء أحد الأيام طرقت باب أبو العبد خادمة العمدة التي تعمل في منزل أخته تخبره بأن العمدة لم يعد إلى المنزل حتى هذه الساعة، وأن أخته قلقة عليه..
ركب أبو العبد حصانه مع مجموعة من الحمالين وانطلقوا إلى بستان العمدة، وحين فتشوا عنه وجدوه في عريش البستان يئن على فراشه بعد سقوطه من ظهر الحصان الأبيض..
حمل أبو العبد العمدة بمساعدة رجاله ووضعوه على عربة من عربات تحميل الماء، واتجهوا به إلى طبيب القرية الذي قرر بعد الكشف عليه أن حالته خطرة وأنه يجب أن ينقل إلى المدينة لعلاجه من إصابة في العمود الفقري..

**
غادر العمدة القرية محمولا على عربة مريحة يجرها بغلان قويان إلى المدينة بصحبة زوجته الأولى وابنه الأكبر وكان قبلها قد خاطب الحكومة لتأمين سرير طبي وعلاج له، وحين وصل إلى المستشفى قرر الأطباء أنه بحاجة إلى البقاء لديهم عدة أيام للعلاج الطبيعي.
سكن ابنه وزوجته في منزل بالأجرة لحين انتهاء فترة العلاج، وظلا يترددان على المستشفى يوميا للاطمئنان على صحته.

**
لم يستطع أبو العبد أن يتحمل رؤيته العمدة طريح الفراش دون أن يزوره ويطمئن عليه، فاتجه مع أخته إلى المدينة لزيارته وحملا معهما كل ما لذ وطاب، وفي أثناء الزيارة تحدثا عن الفراغ الإداري الذي تركه غياب العمدة عن القرية، واتفقا في نهاية الحديث على أن يتولى أبو العبد الإشراف على الدرك وإدارة السوق والقرية لحين عودة العمدة سالما معافى..
أبو العبد الذي كان يطمح للمناصب رغم وفرة المال سر بهذه الوظيفة الجديدة لأنه حين يجمع المال والسلطة سيتحقق له كل ما يريد أو على الأقل سيرتاح من طلبات العمدة وإتاواته التي لا تنتهي..

**
لم يرغب أبو العبد أن يضيع مثل هذه الفرصة الثمينة من يده، فانطلق مع مجموعة من تجار ووجهاء القرية إلى مقر إدارة الإقليم الذي تتبع له قريتهم مصطحبا معه كثيرا من الهدايا والأموال والأفكار لتطوير القرية، بالإضافة على ترشيحات موقعة من كبار رجال القرية والقرى المجاورة الذين كانت تربطه بهم صلات وثيقة..
كانت سمعة أبو العبد قد وصلت إلى إدارة الإقليم قبل وصوله، فاستقبل بترحاب كبير من قبل موظفي الإدارة الذين كانوا يطمعون في صلاته وهباته، وبعد حفل غداء فاخر على حساب الحكومة تم لأبو العبد ما أراد، وتسلم العمودية بالإنابة لحين عودة العمدة السابق بشرط أن يكون قادرا بدنيا على إدارة القرية، وهذا أمر مشكوك فيه لدى الجميع.

**
عاد محمود الدركي إلى القرية ولكنه لم يكن قادرا على إدارة شؤون العمودية، وحتى ركوب الخيل بات عاجزا عنه رغم أنه هوايته المفضلة، فكان يكتفي بالنظر إلى الخيول في مزرعته، ولعجزه عن ركوبها فقد أهدى بعضها وباع بعضها، وبدأ يفكر في أمر جديد يتسلى به، بعد أن ارتاح من مهام العمدة وترويض الخيول الجامحة.
لم يستقبل الاستقبال الذي كان يتوقعه، رغم قيام أبو العبد بتجهيز حفل استقبال رسمي له، إلا أن أتباعه قد مالت قلوبهم إلى العمدة الجديد الذي أغدق عليهم الهبات.
**

مرت الأيام سريعة والقرية تتغير بسرعة، وتنمو وتزدهر في ظل العمدة الجديد الذي كان يدير كل شيء بفكر المستثمر وليس الحاكم فقط، كل شيء يدر دخلا للقرية، المزارع، والآبار، والأسواق، وجزء منه يصب في رصيده الخاص الذي لم يكن يبخل به على أي محتاج.
استقبل الناس خبر عودة العمدة كما استقبلوا خبر وفاته بعدها بسنة واحدة، البعض كان يشمت والبعض لم يكن يبالي، والبعض ترحم عليه، وأقيمت له على نفقة البلدية جنازة كبيرة شارك فيها الكثير من أعيان ورجال القرية.
**
انتقلت ابنة أبو العبد العمدة الجديد بعد وفاة زوجها للعيش محمود للعيش بجوار أبيها، ومعها ابنها سليمان الذي عاش في رعاية جده لأمه أبو العبد، ورغم رغبة كثير من شباب القرية في الاقتران بها إلا أنها رفضت لتتفرغ لتربية ابنها وتعليمه، وتتفرغ لإدارة أملاكها وأملاك ابنها التي ورثها عن والده المرحوم بعد اقتسام التركة مع إخوته من زوجته الأولى.

**

شب سليمان بسرعة فاقت أقرانه، وتعلم القراءة والكتابة والحساب وحفظ القرآن في مدرسة القرية بالإضافة إلى الدروس التي كان يتلقاها في المنزل، ودروس الحياة والحكم والتجارة التي كان يقتبسها من جده أثناء جلوسه معه في مقر العمدة أو في السوق أو حتى في المنزل، فبدت عليه علامات النبوغ والفطنة والحنكة بالإضافة إلى ما وهبه الله من بسطة في الجسم جعلت كثيرا من فتيات القرية يحلمن بأن يكون سليمان من نصيبهن.
أصبح سليمان ساعد جده اليمين، وبدأ يعتمد عليه في كثير من الأمور رغم أن أبناءه كانوا يقومون بجزء كبير من المهام التي يوليهم إياها.
انشغال أبنائه بأسرهم وتعودهم على الترف وحب الراحة لم يرق له، ولكن هكذا يفعل المال في البشر، فقد كان كل منهم مشغولا بتربية أبنائه وترفيه نفسه وزوجته، بالإضافة إلى عمل خاص يدر عليه دخلا يكفيه ويفيض منه ما يدخره.

**
بعد معاناة مع المرض انتقل العمدة إلى رحمة الله، وأرسل الحاكم الإداري عمدة جديدا أقام مراسم العزاء للعمدة السابق التي شارك فيها الجميع بدون استثناء.
تولى العمدة الجديد شؤون القرية، وأخذ يسحب الصلاحيات لنفسه، وبدأ بجمع الأنصار والتابعين، واصطدم في عدة مرات مع أبناء أبو العبد الذين كانوا مشغولين باقتسام إرثهم عن والدهم رغم حرص أصغرهم (مصطفى) على عدم الاقتسام، وأن يتولى بنفسه إدارة كل شيء ويعطيهم من الأرباح شهريا.

**
يتبع

**


الجمعة، 24 سبتمبر 2010

كل عام والوطن بخير


1
حين أستيقظ من النوم وأركب السيارة متجها للعمل أو حتى لشراء خبز تميس وفول في أيام الإجازات أفتح إذاعة إم بي سي إف إم....
إذا سمعت الإذاعة تبث الأغاني العاطفية أو فيروز مثلا أقول الحمد لله..
هذا معناه أن رؤساء الدول العربية بخير، وملوكنا وأمراؤنا بخير، والوليد بن إبراهيم بخير وعبدالرحمن الراشد بخير والأمة العربية بخير، ومع أنني لا أحفل كثيرا بالأغاني العاطفية فإنني لا أستطيع مقاومة صوت فيروز حين تغني في الصباح: ع هدير البوسطة..
ذات صباح في يوم إجازة كنت متجها لشراء التميس والفول والجريدة كعادتي وحين فتحت إم بي سي إف إم وجدت القرآن يتلى في الإذاعة فعرفت أن هناك من توفي من حكامنا..فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون رغم أنني لم أعرف من المتوفى بعد..وتراجعت عن شراء الفول والتميس وعدت للمنزل لأستطلع الخبر من التلفزيون أو الإنترنت..وانسدت نفسي عن الفول والتميس..
يا ساتر يا رب..من الغبي بليد الحس والمشاعر الذي يشتهي الفول والتميس في اليوم الذي تشيع فيه الأمة العربية رمزا من رموزها؟
2
كل عام وأنت بخير..كل عام والوطن بخير..كل عام وآل سعود بخير..كل عام والملك عبدالله بخير
أعاد الله اليوم الوطني علينا وعليكم باليمن والبركات..
كتبت الرسالة السابقة وأرسلتها إلى عدد من الأصدقاء عبر الجوال، والحقيقة وجدت ردود أفعال متباينة فبعضهم اتصل يستفسر مني عن وضعي الصحي، وبعضهم اتصل على بعض الأصدقاء وسألهم عن حالتي العقلية، وبعضهم لم يرد على الرسالة..
ما فيها شي يا جماعة.. في السنة عيدين واليوم الوطني ثالث..

الاثنين، 13 سبتمبر 2010

شارع العطايف في كندا


1
كل عام وأنتم بخير أيها المتصفحون بمناسبة عيد الفطر السعيد أعاده الله عليكم أعواما مديدة وأنتم في صحة وعافية وسعادة ورزق وافر..
وبمناسبة العيد فجريدة الرياض تمتلئ بالأخطاء الإملائية وخاصة همزات الوصل والقطع وربما يعود ذلك لأن المصححين اللغويين أو بعضهم في إجازة..
معذورة جريدة الرياض يا أستاذ تركي السديري هذه الأيام ولكن بعد العيد اعملوا لكم همة بأه..وكل سنة وانت طيب ( لاحظ أنه لا يوجد همزة قطع في كلمة أنت عشان العيد بس)
2
حاول تذكرني وباحاول اذكرك*** وان ما ذكرتك وش تبيني أسوي
دقيقة اصبر عيد لفتة تكبرك *** أبوك للجنة تذكرت توي
هذه كلمات أغنية لراشد الفارس من كلمات الشاعر فيصل السديري ولكنها معقدة جدا بحيث أني حين سمعتها لأول مرة وأنا أقود السيارة على الطريق الدائري الغربي لم أستطع فهمها حتى توقفت على جانب الطريق وشربت لي دلة قهوة..
عندنا شعراء متميزون بالفعل ولكن الخطأ من الفنان الذي يطلب غناء القصيدة وهي لا تناسب الغناء بل تناسب الإلقاء أو القراءة والتأمل في مكنون معانيها..
في الغناء أنا من أنصار الكلمات السهلة مثل حبة فوق وحبة تحت وما هو على شاكلتها..
3
الرياض شبه خالية من الناس في أيام العيد..أين اختفى القوم؟ لا أدري..
هل يمكن أن يكونوا سكرانين؟
أو محششين؟
أو مخزنين؟
أو مسافرين؟
أو نايمين؟
لا أدري..

4
حبيبنا الكاتب والروائي القدير عبدالله بن بخيت هاجر إلى كندا حسب ما قرأت..
لماذا يترك وطنه ويغادر إلى بلد الثلوج والصقيع ويعرض نفسه للروماتيزم في سنوات عمره الأخيرة؟
نحن السبب بلا شك، وليس الأول ولن يكون الأخير..
اكتب عنا أبا يارا من هناك..
اكتب لنا.. شرحنا بمشرطك وأبرز عيوبنا وعيوب ثقافتنا الصحراوية..
ضبط الوضع هناك في شارع العطايف بتورنتو الكندية وقريبا سنلحق بك..

الخميس، 9 سبتمبر 2010

مناظرة بين الصحيفة الورقية والصحيفة الإلكترونية


قالت الصحيفة الورقية للصحيفة الإلكترونية: أنا الأصل وأنت الفرع، وأنا الأصلية وأنت التقليد
قالت الإلكترونية: أنت لك الماضي وأنا لي المستقبل
قالت الورقية: أنا يدفع الناس من أجلي الغالي والنفيس وأنت يحصلون عليك بالمجان ولولا ذاك ما قرأك أحد
قالت الإلكترونية: أنت تعيشين ليوم واحد بعدها تصبحين سفرة للطعام ونهايتك في سلال القمام وفي يوم قريب سيدفع الناس من أجل الاشتراك في أكثر مما يدفعون للاشتراك فيك..
قالت الورقية: في أوراقي اسم الله يحفظني من الامتهان، وتتحرك من أجل نقلي السيارات والطائرات وتعلق الصناديق على الأبواب لاستقبالي ولا يحلو الإفطار للكثيرين إلا أثناء تصفح أوراقي
قالت الإلكترونية: حبرك أسود سام ملوث بالزرنيخ وحجمك كبير وتشكلين عبئا ماليا على من يشتريك، والرجيع منك أكثر مما يباع وأما أنا فأبقى في النت مدى الحياة وليس لي حجم يشغل المكان وأستطيع أن أنقل الصوت والصورة والفيديو.
قالت الورقية: يكفيني ما يدفعه المعلن على إعلانه والمهنئ على تهنئته والمعزي على تعزيته والناعي على نعيه فأنا رفيقة الناس في أفراحهم وأتراحهم فأنا يقرؤني النخبة وكبار رجال الدولة وأوزع على مكاتب موظفي الدولة، أما أنت فيقرؤك البخلاء والفقراء والكسالى ويعلقون على كتاباتك بأسماء وهمية وكلمات سوقية أما أنا فيعلق على كتاباتي كبار رجال الدولة ومثقفوها وأصحاب القرار ومديرو العلاقات العامة.
قالت الإلكترونية: حتى أنا لدي معلنون ويقرؤني الناس قبل أن تصلي حضرتك إلى صناديقهم وتحبسي في أدراجهم، ويؤسفني أن أراك كل يوم ترمين تحت أبواب البقالات وتطوف بك الوانيتات تحت الغبار والمطر والشمس وعوادم السيارات، ثم ترصين فوق الرفوف فيقرؤك كل من هب ودب من الرعاع والبخلاء بالمجان دون أن يدفعوا فيك ريالا واحدا أما أنا فلا يقرؤني إلا علية القوم الذين يملكون أجهزة كمبيوتر ولديهم اشتراك في الإنترنت.
قالت الورقية: أنا لدي مراسلون في كل أنحاء العالم وأشترك في كل وكالات الأنباء ويعمل الموظفون في على مدار الساعة ويتابع الرؤساء أخبار العالم من خلال صفحاتي أما أنت فيكتبك مجموعة من الهواة.
قالت الإلكترونية: الآن صارت الأخبار تصل عن طريق التلفزيون بالصوت والصورة قبل أن تدور آلات طباعتك، وعن طريق الإنترنت مباشرة وقت وقوع الحدث، ومن وهو الرئيس الذي سينتظر صدورك في الصباح بينما الأحداث تحصل في الليل..